تشخيص وعلاج الأورام بالمنظار
طال حلم الكثيرين في إيجاد طرق فعالة لاستئصال الأورام وإزالة أي نمو غير طبيعي دون الحاجة إلى الخضوع للجراحات المفتوحة، ومن خلال التقدم الذي تشهده جراحات المناظير، تم تحقيق ذلك الحلم الذي يراود أبطال هذا المرض المرهق.
إن جراحة المناظير قد ساهمت بشكل كبير في تقليل نسبة العمليات الجراحية، فقد حققت نجاحًا كبيرًا في اكتشاف الأمراض وعلاجها دون تدخل جراحى، وهذا ما يُجنب المريض مضاعفات الجراحة المفتوحة، ويساعد على تخفيف آلامه وسرعة تحسن حالته؛ مما يُمكنه من استعادة وظائفه الحيوية والطبيعية بشكل كامل.
استخدامات المناظير في مجال الأورام:
يستخدم أ.د أحمد حاتم استشاري جراحات المناظير والسمنة أحدث ما توصل إليه العلم والتكنوجوليا لصالح مرضى السرطان وذلك بإدخال المنظار مباشرةً للعضو المراد فحصه. هذا المنظار يوفر صور عالية الدقة، حيث يتم تكبيرها على شاشة العرض؛ مما يتيح تشخيص الأمراض بنسبة أكثر دقة من الاعتماد على العين المجردة للنظر.
كما يستخدم المنظار للمساعدة في إزالة السرطانات في المراحل المبكرة جدًا، ويمكن توجيهه أيضًا للمساعدة في منع أو تخفيف الأعراض أو المضاعفات الأخرى للسرطان.
المنظار التشخيصي:
تستخدم المناظير في تشخيص الأمراض المتعددة التي يصعب اكتشافها لتواجدها في أماكن دقيقة، مثل أورام البنكرياس والجهاز المرارى، وذلك من خلال منظار الموجات الصوتية، الذي يُطبق للأهداف التالية:
- تحديد موضع الورم.
- تمرير أدوات جراحية أسفل المنظار لسحب عينة من المنطقة ذات المظهر الغير طبيعي، لتحليلها معمليًا لاكتشاف المرض ووضع خطة العلاج الملائمة.
- عند الاشتباه بسرطان في منطقة أعمق في جدار المعدة، تُستخدم إبرة رفيعة ويتم توجيهها في جدار المعدة، للحصول على العينة.
والجدير بالذكر أن هذا الإجراء لا يتسبب في الشعور بالألم نظرًا لعدم وجود الأعصاب الناقلة للألم في جدران الجهاز الهضمي.
المنظار العلاجي:
جراحة المناظير لا تُستخدم فقط لاكتشاف وتشخيص الأورام ولكنها تعالج بعضًا منها أو تحد من مضاعفاتها، ومثال على ذلك:
- استئصال نمو صغير، حيث يستخدم المنظار في استئصال بعض الأورام، مثل الأورام المعوية، الورم الليفي في الرحم، أورام القولون.
ولكن يصعب استخدام تقنية المناظير مع الأورام ذات الأحجام الكبيرة، لذلك قد يتم اللجوء لإجراء عملية جراحية لاستئصال الأورام لتلك الحالات.
- استخدام المنظار في تركيب دعامات لعلاج أورام المريء وسرطان القولون، حيث حققت جراحة المناظير نجاحًا مؤثرًا في علاج الحالات الصعبة، مثل حالات ضيق المريء أو القولون التي لا تستجيب للتوسيع، وذلك من خلال تركيب دعامة معدنية عن طريق المنظار تعمل على رجوع المريء أو القولون لحجمهما الطبيعي مع إمكانية نزع الدعامة بعد فترة.
أشهر أنواع المناظير في مجال الأورام:
يُجرى استخدام المناظير الداخلية المختلفة في إجراءاتٍ متعددة من حيث فتحة الدخول المستخدمة، وذلك من خلال استخدام أنابيب تختلف طولًا وعرضًا.
*المنظار العلوي:
المنظار العلوي هو منظار المعدة الذي يستخدم لفحص الجهاز الهضمي العلوي ويشمل المريء، المعدة وجزءٍ من الأمعاء الدقيقة، حيث يتم تمرير أنبوب مرن طويل مزود بكاميرا من خلال فتحة الفم.
1- استخدامات المنظار العلوي للمريء:
استئصال سرطان المريء بالمنظار:
1- استئصال الغشاء المخاطي بالمنظار: تتم إزالة جزء من البطانة الداخلية للمريء بأدوات يتم تمريرها عبر المنظار، ثم يتناول المرضى أدوية تسمى مثبطات مضخة بروتون لتثبيط إنتاج الحمض في المعدة.
2- العلاج الضوئي بالمنظار: بتركيز نوع من الليزر على الخلايا السرطانية التي تم حقنها بمادة حساسة للضوء، و تهدف إلى قتل الخلايا السرطانية، ثم يتم إزالة تلك الخلايا بالمنظار.
3- العلاج بالتردد بالمنظار: يعتمد على قتل الخلايا الموجودة في البطانة عن طريق تسخينها.
المنظار لإبقاء المريء مفتوحًا:
1- يستخدم الليزر الموجه في طرف المنظار لتدمير السرطان، حيث يمكن استخدام هذه التقنية للمساعدة في فتح المريء لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في البلع بسبب تقدم السرطان.
2- تمرير تيار كهربائي لحرق الورم وبالتالي تخفيف انسداد المريء.
3- تركيب دعامة المريء وهي عبارة عن جهاز ينفتح بمجرد وضعه في مكانه، ليصبح أنبوبًا يساعد في إبقاء المريء مفتوحًا للتخفيف من صعوبة البلع.
2- استخدامات المنظار العلوي للمعدة:
استئصال أورام المعدة غير السرطانية بالمنظار:
عادة لا يعاني مرضى الأورام غير السرطانية (الحميدة) المتواجدة في المعدة من أعراض أو مشاكل طبية، وبالتالي لا يتم تشخيصهم ويظلون دون علاج. ولكن في بعض الأحيان، تنزف هذه الأورام، ويصبح قرار استئصالها بالمنظار خطوة ضرورية.
أيضًا يتم التخلص من سلائل المعدة غير السرطانية التي تبرُز إلى داخل تجويف البطن لمنع تحولها إلى خلايا سرطانية؛ وذلك باستخدام المنظار الداخلي من خلال تطبيق تيار كهربائي (الكي بالكهرباء) أو الحرارة (الاستئصال بالحرارة)، أو توجيه حزمة ضوئية ذات طاقة عالية عليها.
استئصال سرطان المعدة بالمنظار:
يستخدم المنظار لعلاج بعض أنواع السرطانات في وقت مبكر جدًا:
1- في حالات السرطان المبكر المتواجد في البطانة الداخلية للمعدة، والذي يسمى الغشاء المخاطي، حيث يُحبذ استئصاله بإجراء أكثر تقدمًا وهو استئصال الغشاء المخاطي بالمنظار.
2- في حالات عدم نمو الورم عميقًا في جدار المعدة وعدم انتشاره خارج المعدة، يمكن استئصاله بتمرير الأدوات الجراحية عبر المنظار الداخلي لإزالة الورم وبعض طبقات جدار المعدة الطبيعي أسفله وحوله للتأكد من استئصال الورم بالكامل.
*منظار القولون ودوره في سرطان القولون:
منظار القولون هو مرور المنظار من خلال فتحة الشرج، ويستخدم في الفحص والكشف عن سرطان القولون. أيضًا يمكن أخذ عينة واختبارها بحثًا عن السرطان، إذا وجدت مناطق غير طبيعية أثناء تنظير القولون، عن طريق تمرير أدوات رفيعة وطويلة أسفل منظار القولون، مثل ملقاط صغير لجمع العينات.
لذا يساهم فحص القولون بالمنظار في منع بعض سرطانات القولون والمستقيم، عن طريق اكتشاف وإزالة الأورام الحميدة قبل تحولها إلى خلايا سرطانية.
أما في حالات السرطانات المتقدمة التي لا يمكن إزالتها نظرًا لضخامة حجمها وانتشارها، يمكن استخدام منظار القولون لوضع أنبوب صلب يسمى الدعامة في جزء من القولون أو المستقيم للمساعدة في إبقائه مفتوحًا.
*منظار البطن:
يستخدم منظار البطن لفحص منطقة البطن والحوض. ويتم تمرير منظار البطن من خلال شق صغير عبر جدار البطن بالقرب من السرة ويمكن أيضًا إجراء شق ثانٍ لوضع الأدوات الجراحية الأخرى إذا اقتضت الحاجة إلى أخذ عينات من العقد الليمفاوية في الحوض أو البطن. ويتعدد استخداماته في مجال الأورام، ومنها:
- إزالة الأورام الليفية التي تتسبب في حدوث نزيف وفي تأخر الإنجاب.
- إزالة سرطانات الجهاز التناسلي للمرأة سواء في عنق الرحم، المبيض أو بطانة الرحم.
مزايا جراحات المناظير في حالات الأورام:
- الحد من المضاعفات الجراحية، وخاصةً مضاعفات الشق الجراحي التي تحدث في الجراحات التقليدية، مثل الإصابة بالعدوى.
- التخفيف من حدة الآلام والحد من الاعتماد على المسكنات.
- المحافظة على الجانب الجمالي بتقليل الندبات التي لا تتعدى 1 سم إن وجدت، على عكس الجراحات المفتوحة التي تتضمن ندوب ممتدة لعدة سنتيمترات.
- التقليل من مدة الإقامة في المستشفى لسهولة الإجراء.
- التعافي السريع والعودة إلى النشاطات اليومية في خلال أيام.
يسعد أ.د. أحمد حاتم استشاري جراحات المناظير والسمنة بتقديم المساعدة لأبطال مرض السرطان للحد من المرض ومضاعفاته من خلال إجراءات المناظير التي توفر حلولًا متعددة بدلًا من اللجوء إلى الجراحات التقليدية.
